مقالات تهمك

سمو ولي العهد.. وتصدير الطاقة الإيجابية

بقلم : أحمد صباح السلوم
تشرَّفت بحضور أكثر من مجلسٍ رمضاني هذا العام، ومثلي مثل أغلب أهل البحرين أحرصُ على حضور هذه المجالس التي تعد عادة بحرينية أصيلة جميلة، طالما اعتدت ممارستها سابقا مع الوالد رحمه الله في التلاقي بالأصدقاء والأهل في ‏أجواء رمضانية ودودة طيبة مفعمة بروائح وذكريات أهل البحرين الطيبين، وقد سبق أن تحدثت في مقال عنها ربما منذ عامين عن كيفية الاستفادة منها اقتصاديا وعقد الصفقات وتبادل الآراء الاقتصادية وأفكار الاستثمار وتكامل الأعمال، مثلما نحقق من ورائها استفادة اجتماعية مؤكدة تتمثل في تمتين وتوثيق الروابط بين أبناء البحرين جميعا الذين تثبت الأحداث والخطوب دائما تماسكهم وترابطهم وتراحمهم.
المجالس الرمضانية من تراثنا الجميل الذي يجمع ولا يفرق، ويزيد ولا ينقص ويقوي ولا يضعف، ‏وكل ما هو جميل تميل الفطرة إلى الحفاظ عليه بشتى السبل الممكنة، ويزيد هذه المجالس جمالا ورونقا تشريف القيادة الرشيدة لبعضها سواء جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه أو الوالد الكريم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه، فيزداد الترابط اتساقا وتميزا، وتترسخ هذه العادات والتقاليد البحرينية الأصيلة من جانب، ومن جانب آخر تمتد حلقات الوصل والود وتبادل وجهات النظر والرؤى بين القيادة الرشيدة والشعب.
وقد كان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه حاضرا بقوة في مجالس هذا العام، وقد تشرفت بحضور أكثر من مجلس كان سمو ولي العهد ضيفا كريما عليها، وبعيدا عن الأجواء الاعتيادية المتميزة لمثل هذه المجالس وروح رمضان ببركاته ودعواته وحسناته ومحبته وروحه وسمته وعطوره ونسماته، فقد كان حديث سمو ولي العهد هذا العام ملهما للجميع، ومصدرا لروح بناءة مشرقة وطاقة إيجابية غير مسبوقة لكل الحضور، من خلال الحديث عن مستقبل البحرين الاقتصادي، والخير القادم بإذن الله لأبناء هذا الوطن بعد أن صبروا لسنوات وتحملوا بعض الضغوط في سنوات سابقة.
الطاقة الإيجابية والروح البناءة مؤثرة للغاية في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الوطن من أجل تحقيق التنمية المستدامة المنشودة، وبث روح البذل والعطاء والتفاؤل في نفوس أبناء الوطن بشكل يسهم في رفد عملية التطوير والتحديث بشكل مستمر وفعال.. وتأكيد سموه خلال المجالس عدم وجود زيادات أخرى في الفترة القادمة للخدمات والسلع التي تقدمها الحكومة وقد كان لهذا الأمر وقع طيب على الحضور جميعا وخاصة من النواب الذين يلمسون احتياجات الشعب وشكواه.
بل إن بعض الرسوم التي تم فرضها فعليا ستخضع للمراجعة إذا كان وضعها قد أدى إلى نتيجة غير مرجوة سواء كانت متعلقة بالشعب أو بحركة التجارة والاستثمار، وهذه ميزة كبيرة في فكر سمو ولي العهد – حفظه الله ورعاه – البعيد عن التشدد والجمود، بل هو دائما مرن متجدد متفاعل محب للتواصل ويستمع إلى الجميع، ويقدم بكل جرأة وإقدام على ما يخدم الوطن في حب وتفان.. ونحن نقول دائما إن القرارات ليست بقرآن وقابلة للتغيير طالما كانت النية خالصة في حب الوطن ومصلحته العليا.
وكان شكر سموه دائما حاضرا في هذه المجالس لأبناء البحرين وتكاتفهم وإخلاصهم في حب الوطن، مثلما كان شكره حاضرا أيضا للأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، على دعمهم لجهود التنمية في مملكة البحرين، ومن قبلهم جميعا كان الشكر لله عز وجل الذي وحد الجهود والقلوب في حب البحرين وخدمة الوطن.. وقد تحقق بفضل الله للمملكة العديد من النجاحات على مختلف الأصعدة مستمدة مما تم التوافق عليه في ميثاق العمل الوطني، ومبادئ الرؤية الاقتصادية للبحرين ‏‏2030 والمبادرات والخطط المختلفة التي تم استحداثها في ظل المسيرة ‏التنموية الشاملة التي اختطها جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.
وأعتقد أننا في ظل هذا الفكر المتحرر من الجمود والعمل الجاد البناء والتخطيط السليم سيكون للبحرين بإذن الله شأن آخر في السنوات القادمة.

رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
أخبار الخليج_الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٩ – 01:15

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى