مقالات تهمك

متى تكون نسبة البطالة صفرا ؟!

بقلم: أحمد صباح السلوم*
يعتبر الكثيرون أن قضية «البحرنة» من القضايا الجوهرية المحورية التي ترتبط ارتباطا وثيقا باستقرار المجتمع والحالة الاقتصادية للأسر البحرينية، وهي من القضايا القديمة الجديدة التي لا تلبث أن تهدأ النقاشات بشأنها لفترة حتى تعود إلى الواجهة مرة أخرى وبقوة.
لا شك أنني مؤيد للبحرنة ولحصول المواطن البحريني على فرصته الحقيقية في الوظائف، ولا شك أيضا أنني أطالب بأن يكون توجها شاملا للدولة، وخاصة الوظائف الحكومية والشركات التابعة للحكومة التي تتحكم الدولة في شئونها وترتيباتها وعقودها، وقد صدمت أن بعض الشركات الحكومية نسب البحرنة فيها لا تتجاوز 26%!!
فماذا تركنا للقطاع الخاص إذن؟ وكيف نطالبه بمنح أولوية للبحريني في وظائفه؟
ولكنني أردت أن أسرد وأوضح بعض النقاط المتعلقة بهذا الموضوع والتي من وجهة نظري تصب في صميم إصلاح المنظومة وتعديل المسار، وتشمل كافة أطراف الملف من وزارات الدولة ومسئوليها، بما في ذلك إخواننا وأبناءنا وبناتنا البحرينيين، وتتلخص في التالي:
هناك إسراف في منح التأشيرات للعمالة الأجنبية وخاصة فيما يتعلق بشأن الفيزا المرنة التي لا نجد لها توصيفا قانونيا، بحيث أن الحاصلين على «الفيزا المرنة» في البحرين يقعون في منطقة غير معرفة قانونيا، فلا ينطبق ‏عليهم تعريف صاحب العمل ولا تعريف العامل، لأنهم ليسوا بكيان ولا أصحاب شركات، كما أنهم ‏ليسوا بعمال عند جهة محددة!! فهم خارج التعريف الذي حدده القانون سواء لصاحب العمل أو ‏حتى للعمال!! وبالتالي نحن نطالب بإيقاف هذا النوع من تأشيرات العمالة.
لابد من ضبط دخول المستثمرين للقطاع بحيث نضمن أنهم مستثمرون حقيقيون يضيفون للاقتصاد الوطني، ولا يكون الأمر سهلا يسيرا يضر بأرزاق المواطنين ولا يضيف للاقتصاد الوطني شيئا.
تطوير حقيقي لمنظومة التعليم في البحرين ومخرجاته التي يجب أن تلائم سوق العمل فعليا، وتخرج شبابا قادرا على تلبية احتياجات هذه السوق، ولا شك أن منظومة التعليم الراهنة أثبتت عدم قدرتها للأسف الشديد على هذا الأمر، وذلك على مدار 20 سنة مضت، فلا يزال السوق البحريني يعاني من فشل المخرجات التعليمية حتى هذه اللحظة.
يجب أن تكاشف وزارة العمل المجتمع بكل صراحة حول خططها لمواجهة البطالة وكيفية حساب نسبة البطالة في المجتمع، والتي نشعر جميعا أنها أقل من النسب القائمة فعليا، لأننا مثلا كنواب وقبل حتى أن نتشرف بهذه المسئولية فإن أغلب ما يأتي إلينا من طلبات المواطنين ومشاكلهم يتركز في ملفين رئيسيين هما الوظائف والإسكان، وقد سبق أن صرحنا بهذا الشأن قبل فترة، إذن فالحديث عن انخفاض نسب البطالة مع هذا الكم من الطلبات اليومية التي نتلقاها من مواطنين من كافة الأعمار يعد في حد ذاته معضلة يصعب تصديقها.
الأمر الأخير وأتمنى ألا يأخذه أي من إخواننا أو أبنائنا الباحثين عن عمل بأي نوع من الحساسية، وهي مسألة التأهيل لسوق العمل بكل جدية والتزام حقيقي، كونك بحرينيا لا يجب أن يكون أبدا مبررا لاستحقاقك لوظيفة، ولكن قدراتك كإنسان ومهاراتك في العمل قبل أي شيء آخر، لا يوجد في سوق العمل الآن فرص لغير متخصصين أو المؤهلين للعمل، حتى أبسط المهن تحتاج إلى مهارات وإجادة والتزام في الحضور والتواجد والعمل، والأمانة والعطاء والمثابرة، زمان كانت السكرتارية وهي من المهن السهلة نسبيا – ولها كامل الاحترام – ترد على الهاتف وترتب الأوراق، الآن مع التطور التكنولوجي السكرتارية باتت مطالبة بإجادة تامة لكل ما يتعلق بالكمبيوتر والإنترنت وأحيانا السوشيال ميديا، الأمر اختلف بكل تأكيد، وما ينطبق على السكرتارية ينطبق بشكل ربما أكبر على المهن الأخرى من هندسة وطب وتدريس وتخصصات الصناعة والتجارة وغيره، التطور التكنولوجي الذي نعيشه أضفى لمساته بقوة على احتياجات سوق العمل، وبالتالي من وقف عند مرحلة معينة ولم يطور نفسه لن يجد له مكانا في سوق عمل المستقبل.
هذه نصيحتي لكم وأتمنى للجميع كل التوفيق، وأتمنى أن نسمع قريبا بأنه لا يوجد عاطل واحد في البحرين، بشرط أن نسعى جميعا للتطور وتحسين أنفسنا والقيام بعملنا بكل مسئولية وصدق وأمانة.. مسؤولون ومواطنون.

رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة*
أخبار الخليج الأحد ١٠ مارس ٢٠١٩ – 01:15

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى