مقالات تهمك

فقط انجح لنفسك..‏‏ فهذا نجاح لاقتصادنا !!‏

بقلم – أحمد صباح السلوم*‏

‏ لا أدري حقيقة ما هذا الكم الكبير من الأحداث والتوترات الجيوالسياسية التي باتت ‏تحيط بإقليمنا الخليجي ومحيطنا العربي، والتي باتت منعكسة بشكل كبير جدا علينا في ‏البحرين وعلى وضعنا الاقتصادي حاليا ومستقبلا، وعلى أمننا القومي الخليجي بشكل ‏عام وعلى أمننا القومي البحريني بشكل خاص.. ولا يشغلني حقيقة التصرف السياسي ‏في مثل هذه الأوضاع لأنني على ثقة تامة بقيادتنا السياسية وأنها ستقوم بما فيه صالح ‏البحرين، لكن ربما يشغلني أكثر دورنا كشعب أو كتجار في مثل هذه الظروف.. ماذا ‏يجب علينا أن نفعل في مثل هكذا ظروف ؟؟
‏ في ظروف كهذه لا أجد مفرا من القول بأن “اقتصاد قوي” هو الداعم الأول للبحرين ‏والسند والظهر الذي ستستند إليه قيادتنا الرشيدة في مواجهة مثل هذه الظروف ‏المضطربة والمتوترة.‏
الاقتصاد القوي لن يتأت أبدا بجهود فرد أو اثنين أو حتى الحكومة بأكملها، ولكنه ‏سيتأتى بجهود منظومة متكاملة في القلب منها الشعب البحريني، الذي يجب عليه أن ‏يبذل أقصى جهد ممكن لتسخير وقته وفكره وجهده في إنجاز كل ما يفيده هو شخصيا ‏من عمل وبالتالي يفيد الوطن، لا أقول لك أهدر جهدك ووقتك لصالح آخرين، ولكنني ‏أقول “انفع نفسك، اصلح من شأنك، انجح وتفوق، فإن نجاحك وتفوقك هو نجاح ‏وتفوق للبحرين وأهل البحرين ولاقتصاد البحرين ولمستقبل البحرين”.. نتمنى أن ‏يكون لدينا عشرات “العلامات التجارية البحرينية” الناجحة في البحرين والمتفوقة ‏خليجيا وعربيا وعالميا، ومنتشرة ومشهورة بين جميع بلدان العالم، نتمنى أن يكون ‏لدينا كم هائل من المهندسين الأذكياء النبهاء يقيمون لنا صناعات متميزة، وتستفيد ‏البحرين من أفكارهم في قطاع الصناعات التحويلية والتكميلية، ونستفيد من تواجد ‏مصانع وشركات كبرى مثل ألبا وجيبك وميدال في نشأة صناعات صغيرة ومتوسطة ‏على مستوى تنافسي جيد يمكنها أن تدخل بقوة للأسواق المجاورة.‏
نريد شبابا بعقليات نابهة ينهضون بقطاع الاقتصاد التقني والتكنولوجي، وباب ‏البحرين مفتوحا على مصراعيه لدعم هؤلاء لأنه المستقبل الحقيقي لأي اقتصاد متقدم ‏أو نامي، والقيادة الرشيدة تدعم هذا التوجه بكل قوة “الفنتك باي” وغيره.‏
‏ نتمنى أن يكون لدينا حرفيين مهرة ينهضون بقطاعات اقتصادية وتجارية مهمة مثل ‏قطاع الذهب والحلي والمجوهرات الذي تتميز فيه البحرين بسمعة عالمية متميزة، نريد ‏حرفيين مهرة أيضا في قطاع الإنشاءات والمقاولات بكل فروعه من صباغة ونجارة ‏وسباكة وأرضيات، وحتى الديكور والتصميم الداخلي، لقد خضت سابقا في مقالات ‏تهتم كثيرا بالتخصص وتؤكد على أهميته وأنه سر نجاح الصناعة في ألمانيا واليابان ‏وكوريا الجنوبية وغيرها، وكيف لمصانع وورش صغيرة تنتج أقلام الرصاص أو ‏الأدوات الصحية أوأدوات المطبخ أو حتى الأحذية الرياضية مثل “بوما وأديداس” ‏أصبحت الآن علامات تجارية دولية مرموقة تدر على أصحابها المليارات سنويا.‏
‏ هل ينقص البحريني الدقة أو الذكاء أو المهارة لينتج شيئا مثل هذا ؟؟؟ لا أعتقد أبدا.. ‏ولكن ينقصه تنظيم الوقت ووجود الحافز ونية الانطلاق لتحقيق هدفه وبدء مشروعه.‏
‏ اعتقد أن المملكة بمؤسساتها المختلفة تدعم اي شخص لديه نية حقيقية في بدء ‏مشروع حقيقي يدر دخلا أو عائدا، بل وصل بنا الأمر لدعم الأجانب في بعض ‏النشاطات حتى ينشط السوق ويتحرك، ما توفره تمكين مثلا لا يتوافر في العديد من ‏بلدان العالم، وهذه ليست مجاملة لتمكين ولكنها حقيقة تأكدت بالإطلاع على العديد من ‏تجارب الدول المختلفة في هذا الشأن.‏
‏ لا أقول أن كل الأمور على ما يرام، ولا شك أن التحديث والتحسين مطلوبان ‏مستمران في أي عملية اقتصادية، ولكنني أقول أن المنظومة لن تنهض أبدا إلا بك.. ‏فتوكل على الله وتدبر أمرك و”انطلق”.. كلنا سندعمك.‏

‏*رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‏

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى