مقالات تهمك

شمس البحرين الساطعة.. أموال تضيع من بين أيدينا!!

بقلم: أحمد صباح السلوم*
الطاقة المتجددة أو الطاقة المستدامة أو الطاقة النظيفة كلها مصطلحات تصب في مفهوم واحد، وهو استخدام مظاهر الطبيعة مثل الشمس والرياح وأمواج البحر في توليد الطاقة. ربما انطلقت العديد من دول العالم، وخاصة تلك التي تعاني من شح النفط والغاز في هذا المضمار من قبلنا وسبقتنا في بعض التكنولوجيا المتعلقة بالمجال، ولكن المضمار مازال مفتوحا للحاق بالركب، وفي الواقع أن من لم يلحق بالركب لا يلوم إلا نفسه!!
ركب الطاقة المتجددة مثل ركب التكنولوجيا من سيفوته سيندم كثيرا وانظروا إلى حال الشركات العملاقة التي تخلفت عن التكنولوجيا مثل نوكيا وكوداك وياتشيكا وغيرها، واعتقد أن هناك فرصا كبيرة في هذا القطاع يجب أن يتم الالتفات إليها.
خلال الأسبوع الماضي كنت أحد أفراد الوفد البرلماني الذي التقى سعادة الدكتور عبد الحسين ميرزا وزير شؤون الكهرباء والماء، وهو أحد خبراء الطاقة على مستوى العرب والعالم بخلاف خبرته الوزارية الممتدة، وقد أطلعنا الوزير على خطط الحكومة للتوجه نحو الطاقة المتجددة وسبل الاستفادة منها وتطوير مساهمتها الإجمالية في خريطة استهلاك الطاقة في المملكة.. وكذلك إنشاء وحدة للطاقة المستدامة بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي، وهي الوحدة التي ‏تعنى بتشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية، إلى جانب أهدافها الخاصة برفع كفاءة الطاقة، وأكد لنا سعادة الوزير     –ونتمنى ذلك وأكثر- أن تسير البحرين على طريق تحقيق الأهداف الوطنية والمعدلات التي أقرها مجلس الوزراء ‏للوصول إلى نسبة 5% من مزيج الطاقة المتجددة في إجمالي الطاقة الكهربائية بحلول ‏عام 2025‏‎، ترتفع إلى نسبة 10% بحلول عام 2035، وكذلك تهدف إلى زيادة كفاءة ‏استهلاك الطاقة ‏بنسبة 6% بحلول عام 2025.‏. وقد وافق مجلس الوزراء البحريني على اعتماد الخطة الوطنية لكفاءة الطاقة (‏NEEAP‏) ‏والخطة الوطنية للطاقة المتجددة (‏NREAP‏)، وتم تشكيل لجنة وطنية لتنفيذ مبادرات ‏الخطط المذكورة يترأسها د.ميرزا وتضم في ‏عضويتها كبار المسؤولين من جميع الوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة، ومن ‏المتوقع ان تنفيذ الخطتين سوف يؤدي الى توفير حوالي 260 مليون دينار بحلول عام ‏‏2025.‏
وأقول للقارئ الكريم ان الله سبحانه وتعالى قد حبا البحرين بشمس ساطعة شديدة الحرارة أغلب أيام السنة، فلا تكاد الشمس تغيب عن مملكتنا الحبيبة أسبوعا واحدا على مدار العام بأكمله، وهذه الطاقة ليست حكرا على الحكومة فهي ملك لك أيضا، وتستطيع بكل يسر وسهولة أن تستفيد منها من خلال تركيب جهاز بسيط أعلى سطح منزلك أو بنايتك أو مصنعك أو ورشتك أو محلك لتجميع هذه الطاقة.. تخفض فواتيرك وتنقي البيئة وإن فاضت ستنفعك.
الأكثر من ذلك أن هذه الطاقة لا ضرر منها بيئيا على الإطلاق، وما يفيض عن استهلاكك يمكن أن تشتريه الحكومة وهناك بالفعل بعض المواطنين الذين يحققون عوائد إضافية من بيع فائض الطاقة الشمسية للحكومة من خلال نظام صافي القياس (Net Metering) الذي يسمح للأشخاص بتركيب انظمة الطاقة الشمسية على منازلهم ومنشآتهم على حسابهم، والاستفادة من الطاقة المنتجة لتلبية جزء من حاجتهم من استهلاك الكهرباء.. وبيع الفائض للحكومة.
استفادة المواطنين في البحرين من هذه الطاقة الشمسية المهدرة يمكن أن يعيد التوازن للعديد من الأمور على رأسها كلفة فواتير الكهرباء التي باتت باهظة ومحل شكوى من الجميع، استفادة ملاك البنايات من هذه الطاقة المهدرة أيضا يمكن أن تكون عامل جذب مؤكدا للمستأجرين، من خلال خفض قيمة فواتير الكهرباء في قت باتت هناك منافسة في السوق على جذب المستأجرين مع وفرة المعروض.
تعميم التجربة بين الخاص والعام سينتج وفرا في الطاقة يمكننا تصديره إلى الخارج.
استفيدوا من الطاقة المتجددة التي حبانا الله بها.. فهي إن ذهبت لن تعود!!‏

*رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

جريدة أخبار الخليج_الجمعة ٠٨ فبراير ٢٠١٩ – 01:15

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى