مقالات تهمك

حرفية الإعلام الاقتصادي وتأثيره على التجارة والاستثمار

بقلم: أحمد صباح السلوم
في افتتاح الدورة الثانية لفعاليات برنامج صناع القرار الاقتصادي الذي تنظمه جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة منذ ايام قلائل دار حوار شيق وثري بين المتحدثين (أنا والأستاذة عهدية أحمد رئيسة جمعية الصحفيين البحرينية) وبين عدد كبير من الحضور وأغلبهم من أصحاب المؤسسات الصغيرة والصحفيين والإعلاميين.. ويستقطب البرنامج نخبة من المحاضرين والإعلاميين على مستوى رفيع من الخبرات والتأهيل الأكاديمي والعملي، وبعضهم يزور البحرين لأول مرة، وهو ما يعطي هذه الدورة زخما كبيرا.
والحوار كان متنوعا وشاملا وتناول العديد من القضايا المحورية المتعلقة بالإعلام الاقتصادي في البحرين ودوره في مساندة الاقتصاد الوطني بشكل عام، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص، ولعل الإجماع كان قائما على عدة نقاط مهمة في هذا الحوار الثري الذي شاركت فيه الأستاذة عهدية أحمد بردود مزجت بين الذكاء والدبلوماسية والدفاع عن المهنة التي تنتمي إليها بكل قوة، وسأوجز في نقاط أبرز هذه المحاور التي شملها اللقاء والأفكار المهمة التي تناولها:
– البرنامج له عدة أهداف منها ما يتتعلق بالتعريف بكيفية وسبل الاستفادة القصوى من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في أعمال المؤسسات الصغيرة وتجارتها.. وكيفية التعامل معها بما يضمن أن تكون العلاقة بين الطرفين إيجابية وليست سلبية، إلى جانب أهمية معرفة سبل الاستفادة من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة في التسويق لمنتجات الشركات البحرينية بأقل كلفة ممكنة.
– الاقتصاد مادة حساسة للغاية «قابلة للاشتعال» في أي لحظة وعلى الجميع تحري الدقة والموضوعية عند التعامل معها.
– الصحافة الورقية الاقتصادية وغير الاقتصادية تمر بأزمة حقيقية بسبب ثورة التكنولوجيا ودخول الموبايلات والإنترنت بقوة على خط تغيير نمط الاطلاع على الأخبار والقراءة بعدما باتت تنتشر الأخبار بسرعة قياسية عبر الواتساب وانستجرام وتويتر ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام.
– مازالت الصحف التقليدية بما لها من ثقة ومصداقية مصدرا مهما للأخبار، ويتم النقل عنها من قبل المواقع وحسابات الإنستجرام، وهو ما يثير مجددا قضية «حقوق الملكية» والحق الأدبي للصحفيين والكتاب في هذه الصحف التي تنقل أخبارهم من دون أن يستفيدوا.
– أهمية الصحافة الاقتصادية وتأثيرها على حركة التجارة والاستثمار وهو ما يستوجب تأهيل الصحفيين بشكل احترافي ووضع معايير لممارسة المهنة نظرا الى حساسية دورهم الشديد في التعبير عن الوضع الاقتصادي وعكس صورة البحرين دوليا.. وهنا يبرز دور الجمعية في تقنين الأوضاع ووضع المعايير اللازمة.
– يجب دعم الصحافة الورقية، ويجب دعم المؤسسات الصغيرة، ويجب التعاون بينهما بتقديم أسعار خاصة لتشجيع إعلان هذه المؤسسات في الصحف.
– ضرورة التركيز على الجوانب الإيجابية والحلول البناءة في تناول قضايا الشأن الاقتصادي في هذه المرحلة مثلما يتم تناول السلبيات باستفاضة في كثير من الأوقات.. والتركيز على الإبداع في التناول والحلول المطروحة للمشكلات وليست المشكلات بذاتها.
– طالب رواد ورجال أعمال بأن يكون للصحافة دور أكبر في الترويج للبحرين في الخارج والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة.
وأخيرا.. لا بد لنا أن نقول انه لا غنى للاقتصاد الوطني عن الصحافة الحرة البناءة الدقيقة الإيجابية التناول، ولا غنى للصحافة عن دعم القطاع الخاص الذي يجب أن يمنح شيئا من اهتمامه وتقديره لهذه الصحف، وكذا على الحكومة أيضا.

رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

اخبار الخليج_الخميس ٢٦ ٢٠١٩ – 01:11

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى