مقالات تهمك

“البحرين – لندن” .. حنين رجال الأعمال وإبداع الشباب

من لندن بقلم – أحمد صباح السلوم *

في قلب العاصمة لندن وفي قلب مبناها البرلماني العريق تم تنظيم واحدا من أبرز الأحداث الترويجية لمملكة البحرين بإقامة “منتدى فرص الاستثمار في البحرين الأول” الذي اجتذب عددا كبيرا من المستثمرين المقيمين في لندن من جنسيات مختلفة.. ناهيك عن دعوة عددا أخر من المستثمرين من بعض دول الخليج وباكستان وتركيا.

التنظيم جاء من قبل نادي الاعمال الدبلوماسي .. الذي تولدت فكرة إنشاءه من شخص ليس بغريب عن البحرين وأهلها.. بل أنا اعتبره من عشاق البحرين وهو السفير الباكستاني السابق في المملكة السيد جاويد مالك الذي قضى فترة قصيرة نسبيا في البحرين نحو عامين ولكنها كانت عامرة بالنشاط والحركة وتنشيط العلاقات مع كافة دوائر السياسة والاقتصاد والمجتمع.. وكان بحق نموذجا مشرفا لكل سفير يعبر عن بلده ويخدمها.. ولما تم استدعاء الرجل لمهام أخرى في دولة باكستان الصديقة ظل محافظا على أواصر الصداقة والمحبة مع البحرين ودول الخليج التي خدم فيها بشكل عام.. وعاد للبحرين والخليج مرة أخرى بهذه الفكرة الاستثنائية الخاصة “نادي دولي يجمع بين الدبلوماسية والأعمال والاقتصاد”، كانت البحرين في القلب من أعمال هذا النادي ومن أوائل الدول التي استفادت منه، لأنها في قلب صاحب الفكرة.

وفد غرفة تجارة وصناعة البحرين رفيع المستوى برئاسة السيد سمير ناس الذي تشرفت بعضويته كان مشاركا وضم في عضويته النائب الأول و3 من أعضاء مجلس الإدارة ، كما شارك في المنتدى أيضا برلمانيون ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس ورجال أعمال ‏وتجار من بينهم وزير بريطاني سابق اللورد جورج روبرتون. كما تواجد سيدات ورجال أعمال ‏من المملكة المتحدة وأوروبا بما في ذلك السير أنور بيرفيز أوبي، صاحب ‏مجموعة بستواي الذي يعد واحدا من أكثر رجال الأعمال المسلمين البريطانيين ثراءً ونجاحاً بالطبع.

لكن من بين المشاركين كان هناك حضورا لافتا للغاية لفئتين.. الفئة الأولى هم رجال الأعمال الكبار أو القدامى أصحاب الخبرات الذين سبق لهم العمل في البحرين على وجه الخصوص وتركوها منذ سنوات ونقلوا أعمالهم إلى لندن أو عواصم أوروبية أو إقليمية أخرى، وهؤلاء كانوا شديدي الحرص على الحضور والمشاركة والاستماع بشغف لكل ما قيل، لم ينسوا البحرين أبدا، وظهر جليا في تعليقاتهم مدى ارتباطهم بالبحرين وحبهم لها، ورغباتهم الحثيثة في العودة مستثمرين وزائرين ومحبين، العروض التي قدمت نالت إعجابهم وثناءهم الشديد، وخاصة التطورات الكبيرة على صعيد قوانين الاستثمار والقرارات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الصناعة والتجارة والسياحة بكل ما يتعلق بالاستثمار وفتح الباب أمام تملك الأجانب لبعض الأنشطة، أحدهم قال لي بشكل صريح “لهذا السبب تحديدا غادرت البحرين كنت أعمل وأربح كثيرا وأحدهم يشاركني في الربح بدون أن يعمل أي شيء، فقط لأن السجل باسمه، عندما خسرت في أحد الأعوام تحملت الخسارة كلها وحدي، أنهيت أعمالي وسافرت!!”.

في الحقيقة لقد لامست ارتياحا كبيرا في وجوه المستثمرين وأحاديثهم للإجراءات التي تتخذها البحرين واتخذتها في الفترة السابقة، ولا يخفى على أحد الآن أن هناك منافسة قوية بين جميع دول العالم على جذب الاستثمارات، لأن الاستثمارات يعني أعمال جديدة (مصانع وشركات) يعني فرص عمل جديدة للمواطنين، يعني حركة دائمة في السوق وتحريك العديد من النشاطات المباشرة وغير المباشرة، فإذا كانت الدول لا تجني فوائد عدة لبلادهم من وراء المستثمرين ما تنافسوا عليهم.

الفئة الثانية التي أود التعليق بشأنها خلال مشاركتها في “منتدى فرص الاستثمار في البحرين الأول” بالعاصمة لندن كانت فئة الشباب ورواد الأعمال، وقد حملوا معهم عدد كبير من الأفكار الجيدة والجادة وخاصة فيما يتعلق بالتطبيقات الحديثة المستخدمة على الهواتف النقالة، وأغلبها قابل للتحقيق بنجاح ويمكن بين ليلة وضحاها أن يكون أحد أصحاب هذه الأفكار مليارديرا مشهورا كصاحب أمازون أو أوبر أو غيرهما.

وأنا أنصح الشباب البحريني بالتفكير الفعال في مثل هذه التطبيقات الحديثة، لقد بات التنافس في العالم حاليا “تنافس أفكار”، ونحن ولله الحمد لدينا شباب واعد، ولدينا فرص، ولدينا قيادة حريصة على هذا الشباب وكم من مرة قال صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين “هدفنا الشباب.. واستثمارنا في الشباب على رأس أولوياتنا”، فأتمنى فعليا أن يستغل الشباب هذه الرعاية ويجتهد ليتخرج من البحرين عدد وافر من رجال الأعمال الناجحين.

* رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى