مقالات تهمك

“مركز عالمي” لريادة الأعمال .. الحلم أبدا ليس ببعيد !!

بقلم – أحمد صباح السلوم *

خبر اختيار مملكة البحرين لاستضافة المؤتمر العالمي لريادة الأعمال 2019، كان من الأخبار المفرحة التي تسببت في حالة من البهجة ليس لدى قطاع كبير من العاملين في الاقتصاد وقطاع المؤسسات الصغيرة ورائدي الأعمال فحسب، ولكن لعموم الشعب البحريني.

الخبر جعلني استرجع الجهود الكبيرة التي قام بها كافة المنتمين لقطاع ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة في البحرين على مدار سنوات في واقع الأمر للفت الانتباه إلى هذه القطاعات وأهمية دورها في بناء الاقتصاد الوطني، بعدما كانت قطاعات أخرى مثل البنوك والعقارات وتجارة التجزئة تستحوذ على كل الاهتمام والرعاية والدعم.

هذه السنوات من العمل البناء لرواد الأعمال وصغار المؤسسات في البحرين هي التي حولت البحرين لوجهة مميزة وعاصمة إقليمة يشار إليها بالبنان في هذا الصدد، وما حلم “العالمية” بات مننا ببعيد، ودعم الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء للقطاع ساهم بلا شكل في المكانة الإقليمية المميزة التي وصل إليها، وخاصة مع تولي سعادة الوزير زايد الزياني الذي يعطي من وقته وجهده الكثير لمساعدة هذا القطاع ليس بالقول ولكن بالفعل والتنفيذ والمتابعة الدورية للإنجاز.. ولا أدل من ذلك على مصاحبة أفراد من الوفد قبل نحو عام ونصف لجلالة الملك المفدى في زيارته الرسمية إلى القاهرة الشقيقة، وهو أول تمثيل من نوعه لمثل هذه االمؤسسات في وفد رسمي، وهي دلالة ورمزية كبيرة على التحول الرسمي في التعامل مع القطاع، كان لها ابلغ الأثر في نفوس جميع القائمين عليه وحثهم على بذل المزيد من الجهد وتحقيق المزيد من النجاح.

ثم بعد ذلك توالت القرارات التي دعمت هذه المؤسسات من قبل الحكومة الموقرة ولعل أبرزها كان قرار سمو رئيس الوزراء بتخصيص حصص من المناقصات لصغار المؤسسات البحرينية ورواد الأعمال.

ولا ننسى أن ريادة الأعمال والابتكار جزء لا يتجزأ من “رؤية البحرين الاقتصادية ‏‏2030″ التي دشنها صاحب السمو  الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء،  هذه الرؤية التي نصت وعملت على تطوير هذا القطاع بشتى السبل المتاحة، وأرست أعمدته وبنيانه وروت نشأته وتطوره.. وقد سبق وأن أشرنا في مقال الأسبوع الماضي إلى دور جائزة ريادة الأعمال التي يرعاها صاحب السمو الملكي ولي العهد في دعم القطاع وتطويره وتحفيزه على النجاح والتطور والإبداع.

الشركات الصغيرة والمتوسطة في البحرين حالياً تساهم بنحو 30 % من ‏الناتج المحلي الاجمالي الاسمي، وهي توفر الوظائف لنحو 73% من موظفي ‏القطاع الخاص‎.‎‏. وتعتبر مملكة البحرين الوجهة الجذّابة للشركات الدولية ‏بفضل ما تتمتع به من بيئة تنظيمية مثبتة وموثوقة وشفافة، وهي تحتل المرتبة ‏الأولى بين دول الخليج من حيث الصحة المالية، والمرتبة الثانية من حيث ‏فعالية النظام القضائي والثالثة في مؤشر الحرية الاقتصادية 2017‏‎.‎

وقد زاد من أهمية الخبر وثقله أنه أعلن خلال حدث رفيع المستوى عُقد في المقر العام للأمم المتحدة في نيويورك.. ويستقطب المؤتمر وهو حدث سنوي عالمي دول مهمة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين وإيطاليا والبرازيل وروسيا، إلى جانب آلاف من رجال الأعمال والمستثمرين والباحثين وواضعي السياسات من أكثر من 170 بلداً حول العالم، للبحث في طرق جديدة لمساعدة المؤسسين على إطلاق المشاريع الجديدة وتطويرها.

لا يفوتني هنا أن أنوه إلى الدور الذي لعبته تمكين ورئيسها التنفيذ الدكتور إبراهيم جناحي ووزارة الخارجية البحرينية أيضا في فوز البحرين بتنظيم هذا المؤتمر الريادي الذي يدل فعليا على مكانة المملكة  كمركز عالمي رائد في مجال ريادة الأعمال والابتكار.

وتقوم “تمكين” بتقديم مجموعة متكاملة من الخدمات لقطاعي الأفراد والشركات، وبرامج الدعم المالية والاستشارية للمؤسسات والشركات الناشئة، هذه البرامج تساعد صغار المؤسسات على شراء المعدات والآلات، والتسويق وتصميم العلامات التجارية، والمشاركة في المعارض، وتحسين مستوى الجودة، لتكون على مستوى المشاريع العالمية، وذلك من منطلق دور “تمكين” الأساسي وإيمانها بأهمية تهيئة بيئة حاضنة لنمو المشاريع المحلية وازدهارها.

واعتقد أننا بحاجة إلى مزيد من المقالات عن أهمية دور تمكين في تطوير هذا القطاع، وما ينبغي أن يكون عليه هذا الدور في الفترة القادمة.

* رئيس جمعية البحرين لتتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى