مقالات تهمك

تايلاند.. متى تتحول الصداقة إلى شراكة ؟؟‏

بقلم – أحمد صباح السلوم*‏
اعتقد أن الظروف الاقتصادية الحالية وغالبا القادمة تحتاج منا جميعا أعضاء الأسرة ‏التجارية البحرينية بذل أقصى جهد ممكن لفتح المجالات أمام فرص جديدة وأبواب ‏متنوعة للرزق، بالطبع الرزق بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن السعي الحثيث والمستمر ‏دائما مطلوب في جميع الأحوال، هذا الحديث لا ينطبق على الجهات الحكومية ‏والوزارات فقط، بل على القطاع الخاص أيضا سواء كان مؤسسات وأفراد.‏
في الأيام الأخيرة كاان هناك أكثر من حدث لافت يستحق التعليق، لكن الملاحظ في ‏هذه الأحداث جميعا هو تواجد سعادة وزير الصناعة والتجارة والسياحة السيد زايد بن ‏راشد الزياني في القلب منها، بل هو غالبا محور الحدث نفسه، وفي بادرة تعد الأولى ‏من نوعها في تاريخ البحرين يعقد الوزير مجلسا لعقد لقاء دوري مع أصحاب ‏المؤسسات الصغيرة ورواد الأعمال ليستمع عن قرب إلى ملاحظاتهم وشكاواهم ‏وأفكارهم، ومما لا شك فيه أن الرجل سيسعى لحل هذه الأمور بالتنسيق مع أصحاب ‏هذه المؤسسات، وهي لقاءات ربما تولد العديد من الأفكار المجدية للاقتصاد الوطني ‏بشكل عام.. وأتمنى أن تستمر.‏
‏ الحدث الثاني كان زيارة الوفد التجاري البحريني إلى تايلاند برئاسة معالي وزير ‏التجارة والصناعة والسياحة وقد تشرفت بعضوية الوفد، وبعيدا عن الأخبار الرسمية ‏واللقاءات “المهمة” التي أجراها الوفد، فإن التقارب البحريني التايلاندي بجذوره ‏الضاربة في علاقات الصداقة والمحبة بين الشعبين ومن قبلهما بين القيادة السياسية ‏في كلا المملكتين من المفترض أن يدفع بآفاق العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى ‏مستويات أبعد من وضعها الراهن بكثير بل وكثير جدا !!! وهذا كان انطباع المسئولين ‏ورجال الأعمال في كلا الطرفين.‏
‏ هناك تطور تقني واضح في تايلاند.. ورغم زياراتنا المتكررة كرجال أعمال لهذا ‏البلد الصديق إلا أننا في كل مرة نطلع على ما هو جديد وملفت ويستحق الانتباه سواء ‏من قبل المسئولين أو القطاع الخاص وسأحاول أن ألخص بعض الملاحظات التجارية ‏المهمة التي لفتت انتباهي خلال الزيارة، وأبرزها:‏
‏-‏ التقدم المذهل على مستوى قطاع المنتجات الحلال هي الأغذية وغيرها وليست ‏الأغذية فقط كما هو شائع لدي الكثيرين، تطور مذهل على مستوى المختبرات ‏والمعامل والكفاءات البشرية المدربة، وهو مشروع لو تم نقله إلى البحرين ‏سيكون بمثابة نقلة نوعية كبيرة في المملكة، خاصة وأن تايلاند لديها واحد من ‏أكبر المختبرات على مستوى العالم في هذا المجال.‏
‏-‏ الجميع يدري أهمية الأكل الحلال بالنسبة لنا كمسلمين وخاصة بعض الوجبات ‏والأغذية التي تأتينا من الخارج ولا ندري تفاصيل مكوناتها بدقة وهل دخل ‏فيها شحوم أو دهون خنازير أو حيوانات أخرى ؟؟ بالطبع وجود مختبر أو ‏مركز بهذا المستوى الراقي الذي شاهدناه سيكون نقلة نوعية كبيرة على ‏مستوى الخليج وليس البحرين فقط.‏
‏-‏ نموذج لفت انتباهي على “المنتجات الحلال” بخلاف الأغذية، كان العطور وما ‏اكتشفته أن بعض أصناف العطور تدخل “الدماء” في تركيبها بنسب قليلة جدا ‏طبعا لأغراض “تثبيت العطر” أو دمج مكوناته، ولكن الأمر بالنسبة لنا ‏كمسلمين في غاية الأهمية لأن عطر يدخل في تركيبته الدم اعتقد أن المسألة ‏تحتاج مراجعة شرعية وسؤال أهل العلم في هذا !!‏
‏-‏ هناك تقنية رائعة تم إطلاعنا عليها خلال الزيارة مرتبطة بالحفاظ على الخضر ‏والفاكهة وفقا لأساليب تقنية معينة صالحة وطازجة تماما لمدة شهرين ‏إضافيين على أقل تقدير عن عمرها الطبيعي، وهو ابتكار هائل ومفيد للبشرية ‏كلها، واعتقد أن تواجده في السوق المركزي البحريني وفي البيوت لو وجد منه ‏أحجام صغيرة سيكون له أثر مذهل في خفض كميات الهالك والتالف من ‏الخضروات والفاكهة في المملكة بشكل عام.‏
‏-‏ هناك بضائع ومنتجات بحرينية عليها طلب كبير في تايلاند وخاصة المأكولات ‏البحرية المتنوعة، وهناك فرص طيبة للشركات الصغيرة أن تجد منفذا لعملها ‏في السوق التايلاندي.‏
‏-‏ معالي وزير التجارة البحريني ونظيره التايلاندي عرضا التعاون بشكل حثيث ‏في العديد من القطاعات الاقتصادية والتجارية بما تملكه البحرين من تسهيلات ‏وبيئة استثمار مميزة ورؤوس أموال، وما تملكه تايلاند من كفاءات وخبرات ‏وتقنيات ورؤوس أموال أيضا، وأعتقد أننا سنسمع أخبار إيجابية في القريب ‏العاجل.‏
• رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى