مقالات تهمك

البحرين في قلب ريادة الأعمال العالمية

بقلم: أحمد صباح السلوم
شهد الأسبوع الماضي زخما غير عادي في البحرين بمناسبة أسبوع ريادة الأعمال العالمي، وكانت البحرين محطا لأنظار دول العالم لاستضافتها مؤتمرات عالمية رفيعة المستوى في هذا القطاع الواعد الذي سبق أن تحدثنا عنه مرارا وتكرارا وعن أهميته البالغة في تطوير وترقية مستويات الاقتصاد في العديد من بلدان العالم التي كانت نامية وباتت ملء السمع والبصر على مستوى العالم. وذكرنا في مقالات سابقة نماذج عديدة لتطور الاقتصاد البرازيلي والتركي والماليزي والكوري والسنغافوري والصيني بالطبع الذي وصل إلى مكانة غير مسبوقة من خلال تطوير الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة.
وقد كان لجمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي أتشرف برئاستها نصيب طيب من هذا الزخم بتنظيم النسخة الثانية من «مؤتمر حاضنات ومسرعات الأعمال الخليجي» في الفترة من 16 إلى 18 أبريل الجاري، ولنكمل جزءا مهما من منظومة ريادة الأعمال في البحرين وهو ما يتعلق بحاضانات الأعمال التي باتت رقما لا يمكن تجاوزه في منظومة دعم صغار الشركات ورواد الأعمال.
ولعل ما ميز المؤتمر هذا العام هو استضافة وفد من «فلسطين» الحبيبة ليكون ضيف شرفا للمؤتمر، وبقدر ما كان الأمر شاقا علينا لاختيار الوفد وتسهيل كل ما يحتاج إليه للقدوم إلى البحرين عبر الأردن والمشاركة في فعاليات المؤتمر، بقدر ما كانت ثمار المشاركة طيبة ولها جميل الأثر في نفوسنا بوجود فلسطين معنا من ناحية، وبما رأيناه من أبناء فلسطين العزيزة من تميز فاق توقعاتنا، وكان أغلب أعضاء الوفد متخصصين في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي والبرمجة، وهي تخصصات يصعب وجودها في العديد من البلدان التي تعيش حياة أكثر سهولة ويسرا بكل تأكيد من أشقائنا في فلسطين.
وكان من بين الوفد مخترعة مصنفة دوليا وهي الشابة «أماني أبو طير» ابنة القدس الشريف.. التي لقيت حفاوة كبيرة من أبناء البحرين منذ دخولها مطار البحرين الدولي، وجميع المشاركين.
الوفود الخليجية قدمت نماذج متميزة جدا للعمل الإبداعي الجاد في مجالات مختلفة، راعى انتباهي منها بشدة تجربة الأستاذ طارق الطراروة من الكويت الحبيبة في الاستزراع السمكي «الروبيان»، تجربة أخونا العزيز من سلطنة عمان حسن اللواتي في السياحة وشركته «Rove» المتخصصة في سياحة الكهوف، وكان هناك أيضا «سمسار الإمارات« الذي اكتشفنا أن له شعبية كبيرة جدا ليس في الإمارات وحدها ولكن في البحرين أيضا.
في التوقيت نفسه أو قبلنا بشيء يسير، كان هناك على أرض البحرين حدث عالمي كبير في مجال ريادة الأعمال وهو «المؤتمر العالمي لريادة الأعمال 2019» الذي عقد مؤخرا على أرض المملكة بتنظيم من الشبكة الدولية لريادة الأعمال بالتعاون مع صندوق العمل «تمكين»، في جذب أكبر المفكرين الاقتصاديين تحت سقف واحد لمناقشة أهم الفرص المتاحة لدعم المؤسسات الناشئة وريادة الأعمال وتعزيز نموها.. وتأكيدا للتجربة البحرينية الفريدة لبنية قطاع ريادة الأعمال، وفرص الدعم المتاحة ‏ضمن المنظومة الاقتصادية للمملكة‎.
وحضر المؤتمر أكثر من 3 آلاف فرد من 170 دولة بالإضافة إلى الآلاف من رواد ‏الأعمال والمستثمرين، حيث بلغت المشاركة الدولية فيها ما يصل إلى 51% من إجمالي ‏نسبة المشاركة في المؤتمر هذا العام، وهي الأعلى في تاريخ انعقاد المؤتمر على مدى السنوات الـ‏‏10 الماضية.‏ وقد حظيت المملكة خلال أعمال المؤتمر بإشادة دولية ممثلة في عدد من الجوائز ‏التقديرية الصادرة عن الشبكة الدولية لريادة الأعمال، حيث حصدت «تمكين» ثلاث جوائز ‏عن فئة البيئة الريادية العالمية، وأفضل مبادرة لدعم الاستثمار، بالإضافة إلى التميز في ‏الهوية الإعلامية.
وختاما.. نتمنى أن تصب هذه المؤتمرات جميعا في صالح إخواننا وأخواتنا رواد ورائدات الأعمال من خلال الاحتكاك بمفكرين ومبدعين ورواد أعمال متميزين خليجيين وعرب وعالميين على مستوى راق ومتميز، وأن يلتقطوا منهم روح الإيجابية والمثابرة والصبر والتميز والإصرار على النجاح، ليس من أجل أنفسهم فقط، ولكن من أجل بحريننا الغالية.

أخبار الخليج_الخميس ٢٥ أبريل ٢٠١٩ – 01:15

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى